الاكتشاف المبكر للادمان |
أهمية الاكتشاف المبكر لحالات الإدمان
سوف نناقش أهمية الاكتشاف المبكر لحالات الإدمان حيث يعد الاكتشاف المبكر للتعاطي من الأمور التى تسهل العلاج، وتضمنه:
ولهذا فإن من الضروري الحرص عليه ، وتوجيه المتعاطي إلى الجهة المختصة بالعلاج. ولا يعني كل تغير فى السلوك أو أى عرض جسماني ظاهر أن هناك حالة إدمانية ، إنما الأمر الهام هو الصورة الكلية والتغير الواضح فى عدة أمور أو أعراض، وقد جاء فى كتيب المجلس القومى لمكافحة وعلاج الإدمان أن هناك العديد من الأعراض أهمها ما يلي:
1- العصبية والعزلة عن الأسرة :
تتزايد عصبية وتوتر المتعاطي عن ذى قبل ، ويصبح سهل الاستثارة وعدوانياً شديد الحساسية ، كما ينسحب من جو وأنشطة الأسرة ، ويصبح أقل تعاوناً وأكثر غضباً واكتئاباً ، وينعزل كمن يخفي سراً ويخشى افتضاحه ، وقد يصاحب ذلك العثور على بقايا المواد الدالة على التعاطي كزجاجات العقاقير أو لفافات السلوفان أو الشفرات أو غير ذلك.
2- تغيير الاهتمامات والأصدقاء:
يتخلي المتعاطي تدريجياً عن أصدقائه القدامى الملتزمين الجادين ، ويلتقي بنوعية جديدة من أصدقاء التعاطي ، وينشغل بهم إلى حد نسيان المناسبات العائلية الهامة كأعياد الميلاد ونحوها مختلقاً الأعذار الواهية سواء للتغيب عنها أم لقضاء أطول وقت خارج المنزل بعيداً عن رقابة الأسرة ، وتتغير عاداته ولغته وأخلاقه تبعاً لذلك، فيصبح أقل حياء ويستخدم فى حديثة ألفاظاً بذيئة لم يكن يستخدمها قبل ذلك ، وقد يهمل مظهره بصورة لافتة .
3- تدهور الصحة :يعاني المتعاطي من اضطرابات صحية :
¨ فيفقد شهيته للطعام وينقص وزنه
¨ تضطرب حواسه وإدراكه للواقع المحيط به
¨ يختل لديه نظام النوم واليقظة وإيقاع أنشطة اليوم
¨ يتدهور أداؤه فى كافة المجالات كما تنخفض قدرته على التفكير السريع
¨ إذا كان عاملاً فإن مستواه الإنتاجي يتناقص
¨ تتدهور درجاته العلمية ( إذا كان طالباً ) ويتكرر غيابه غير المبرر من المدرسة، مع إهمال واجباته اليومية ، بل وأدواته الشخصية
¨ وقد يمكن العثور على آثار الحقن الوريدي فى ساعديه.
4- المراوغة والكذب :
لأن المتعاطي يعيش عالماً تزداد فيه العزلة ، وتقل فيه المشاركة ، فإنه يضطر إخفاء سلوكه السيئ عن الغير ، ولذلك لا تسعفه إلا سلسلة من الأكاذيب يستسهل القول بها شيئاً فشيئاً حتى يعتادها تماماً.
5-ظهور المخدر بالتحليل المعملي: قد أصبح التحليل المعملي الآن سريعاً وبسيطاً، ولا يعتمد إلا على فحص عينة من البول دون حاجة إلى متخصص لأخذ عينة من الدم، مما يسهل الأمر على الأسرة .
وقد وفرت الدولة معامل عدة للكشف عن المواد الإدمانية فى أغلب محافظات الجمهورية ، ووفرت لها المواد الكاشفة ، وتجرى هذه التحاليل مجاناً أو فى مقابل رمزي لكل من يطلبها بل ويحصل الشخص على النتيجة مجاناً وفى أقل من ساعة ، ليطمئن قلبه عند السلامة أو ليعرف نوع المادة الإدمانية عند وجودها.
دور الآباء فى الاكتشاف المبكر للإدمان:
يجب على أولياء الأمور أن يقوموا بالبحث وراء الأبناء عن الأتى :
أين ينفقون مصروفهم ،والحد من حجم هذا المصروف .
مراعاة وجود أشياء غريبة فى مكتبه أو وجود سرنجات (حقن فارغة ) أو أوراق سوليفان أو لفافات مواد غريبة.
ملاحظة وجود أدوية أو حبوب مهدئة أو منومة فى ملابسه الشخصية .
ملاحظة استخدام الأبناء لأدوية الكحة وكذلك نقط الأنف والعين .
هذه هى أغلب المظاهر التى تظهر على متعاطى المواد المخدرة ويجب على أولياء الأمور مراقبة أولادهم بصفة مستمرة فى المراحل العمرية من سن 13-30 سنة وسرعة التحرك الإيجابى عند اكتشاف أى من الأعراض أو المظاهر وأن يقوموا بمصارحة أبنائهم بأسلوب هادىء بعيدا عن العنف والتوتر .
تدخين السجائر وتعاطي المخدرات
حظيت ظاهرة تدخين السجائر باهتمام واسع ومتعدد الجوانب من قبل الباحثين والهيئات العلمية المختلفة فى العديد من دول العالم . ويرجع هذا الاهتمام إلى ثلاثة أسباب رئيسية:
أولها :ما يترتب على التدخين من أضرار صحية خطيرة لا تقتصر على المدخنين فحسب ولكن تمتد بمضارها فى كثير من الأحيان إلى الأفراد الآخرين المخالطين لهم ، نظراً لتلوث هواء البيئة بالدخان المتصاعد من السجائر ، والذى يحتوى على العديد من المواد الضارة
التدخين هو المدخل الرئيسى للإدمان
وثانيهما :ما كشفت عنه الدوائر العلمية من أن تدخين السجائر يعد من ضمن المواد المؤثرة فى الجهاز العصبي المركزي ، التى يمكن أن تحدث حالة من (الإدمان) . فقد لوحظ صعوبة إقلاع معظم المدخنين عن عادة التدخين.
وثالثهما:ما تبين من العديد من الدراسات الميدانية ، العالمية والمحلية ، من أن تدخين السجائر يعتبر فى كثير من الحالات المدخل المبكر (أو بوابة الدخول) إلى تعاطي المخدرات المختلفة . فقد كشفت سلسلة الدراسات الميدانية التى أجراها البرنامج الدائم لبحوث تعاطي المخدرات بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية على مدار العشرين سنة الماضية وعبر عينات تمثل قطاعات مختلفة من المجتمع المصري. أهمها تلاميذ المدارس الثانوية العامة والفنية (بنين)، وأيضا طلاب الجامعات من الجنسين ، وعمال الصناعة (الذكور) العاملين بالقطاع العام .
بعض انواع المخدرات شبة المخلقة
أن احتمالات تعاطي المخدرات بأنواعها المختلفة تزيد بشكل جوهري بين المدخنين عنه بين غير المدخنين . فعلى سبيل المثال تبين من الدراسة التى أجرت على تلاميذ المدارس الثانوية العامة أن نسبة مدخني السجائر بين متعاطي المخدرات الطبيعية 60.3% فى مقابل 7.6% فقط بين غير المتعاطين . وكذلك الحال فيما يتعلق بالمخدرات الأخرى .
كما كشفت هذه الدراسات عن أن احتمالات تعاطي المخدرات بأنواعها المختلفة ، تزداد أيضاً كلما أنخفض عنده الفرد فى تدخين السجائر ، وكلما ازداد عدد السجائر المدخنة يومياً . وبناء على ما سبق يمكننا القول أن تدخين السجائر يعد مؤشراً هاماً ينبئ باحتمالات مرتفعة للإقبال على تعاطي المخدرات المختلفة ، وبالتالي يصنف من يمارس هذا السلوك ضمن ما يسمى بالجماعات المستهدفة لتعاطي المخدرات والتى يجب أن تقدم إليها برامج الوقاية الأولية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق